2014/11/01

معتز!

في الوقت الذي يستسلم فيه سكان هذا الكوكب للصمت التام محدقين بأبصارهم في أشياء لا يتجاوز حجمها بضع سنتيمترات، يصبح الستيتس أنجع وسيلة للصراخ وقت الغضب، للبكاء وقت الحزن القاهر، للتذمر وقت العجز والقهر وللتشكي حين تصبح حياتنا تحت سطوة الظلم الجارفة.
دعني أكون منذ صباح اليوم وبعد أيام طويلة من الغياب قادرة على استنشاق ذرة من أمل حتى أنفثها في كلمات رغم كل الحزن المخيم على أجوائنا قسرا، دعني أتذكر معتز، معتز حجازي، ابن القدس التي لا تعقم عن إنجاب الآلاف منه رغم الكثيرين ممن أنجبتهم ومن الذين لا يستحقونها.
دعني أكون واضحة وبعيدا عن كل المجاملات، بإمكانك أن تستحق القدس فقط إن حاولت التماس حاجتها منك، من نفسك ومن وقتك ومن جسدك ومن راحتك، أما ترفا تعيش موسوما باسمها وبشرف العيش فيها فأنت لا تستحقها
القدس هذه لا تريدنا سكارى بلذة العيش الهانئ لأنها لم تهنأ يوما، لا تريدك سعيدا لأنها تدنس سعادتها في كل ثانية، نعم تريدك مغتما بها يا صديق وما دمت لست مغتما حتى فهي لا تريدك. حبك لا يسقي ظمأها لو لم يمد دمك، فقط دمك. لا تدر وجهك نعم لا تريدك أنت ولا تريدني أنا إذا كنا إلى الآن، ونحن في قاع الوحل والقهر لا نستطيع أن نكون معتزا!
أما أنت يا معتز، يا غيمة البياض الماطرة، يا نشوة الصبح المتدثر باسمك، وانفراج الثغر في وجهي، علمني كيف أميط كل الخوف من سبيلي وأتدثر بيقينك، كيف أكون على ناصية القدس شامة، في حياتي وعند الموت، فإن كان ذلك فاليقين عندي أن النهاية لن تكون إلا كنهايتك، وهي أم البدايات كلها يا معتز، وما لروحك نهاية. أبدا.