لا يقلقني الآن سوى أن أرقب من بعيد شيئا في يموت، حلما ما فكرة ما، وأسترخي لموته كمن أطلق للريح قدميه وسار مبتهجا بخطوه لأن الجهة المعاكسة لم تعد تهمه،كما يظن، أو كما يريد أن يظن. يخيفني جدا أن أرتاح حين أعفى من مهمة كانت ستنضجني لو اصطليت بنارها وصبرت، أن أبتسم لأن مرتفعا ما أعفيت من تسلقه العسير، أعفيت من جروح احتكاك تربته بركبتي التي كانتا ستأخذانني للأعلى، لمكان أسمى مما أركن الآن فيه للراحة طيلة الوقت.
أن أنظر في المرآة فأرى وجهي كاملا، لا شيء ينقصه من الروعة، وأثق بالابتسامة التي سأركبها بعد قليل، بعفوية تامة، وأخرج للناس وبعفوية تامة أيضا أعاملهم بالوجه الكامل مني، لا أحاول الإقرار بأي عابر يكسرني، حتى لو كان شعورا لا يتجاوز الوهم بماديته.
أن أعدد مناقبي على مسمعي، وأشعر بالانتشاء، وأتنازل قليلا لأضع مثالبا في الهامش من باب الموضوعية.

لي من الأصدقاء من يذمني، هكذا بفظاظة صريحة، تختلج دواخلي الأفكار حول صحة هذه الفظاظة البارعة في كسري وملامحي تنكرها فأشتمه وأحزن لأن صديقا بروعته كسرني لكنه لا يكف عن مباغتتي بالسباب الحق، ولكبرياء ما قد أتم سنينه في النضج أنكره، لكنه في حال لا يعلمه وأعمله جيدا أرى ما قال وأستقيم على قوله فلا أفارقه. نحن بحاجة لمن يحرك فينا الماء الراكدة، يحركنا من هذا الركن الذي كلما حاولنا الخروج منه مدحناه فلبثنا فيه وقد تساوى في القماءة الدرك الأسفل للجبن!

التوق لا يحرك رجليك، الشجاعة تفعل.